حية الشهداء الابطال

محمود البسيوني... رفيق درب القادة والمجاهدين

حية الشهداء الابطال

الجنة من بداية الطريق... حيث أريق دمك يامحمود في أول محاولة تطهيرية.. لكي يعلن هذا الدم الساطع الزكي الطاهر بداية الصعود الشامخ على ارض المجد والرباط، و لكي تأخذ قضية فلسطين بعدها الحقيقي... ليس عبر الشعارات، بل عبر شلال دم نوراني لم يتوقف، حيث كنت أيها البطل احد روافده... فمضيت مسبحا بحمد ربك الذي جعلك ورفاقك المجاهدين لتكونوا سيوفا منتقمين على رقاب الصهاينة المجرمين... وجعلكم جنود العزة والكرامة لهذا الدين العظيم... ولتشددوا ضرباتكم الموجعة ضد هذا العدو المجرم في عمق عمقه. .. وتسددوا رمياتكم... وتصوبوا بنادقكم... وتضغطوا على أحزمة التفجير... ولتحرقوا الأرض، وتشعلوها لهيبا من فوقهم ومن تحتهم.... ولكي لا تجعلوا لغة سوى لغة الجهاد والمقاومة سبيلا لتحرير الأرض والإنسان.

ومضيتم... مرابطين فوق ارض الرباط حين عز الرباط... وخضتم القتال واعنف القتال حين عز القتال... وحملتم السلاح في زمن عز فيه السلاح... قبضتم على جمرة الدين وجمرة الوطن... وصعدتم والدنيا من حولكم في هبوط وانحطاط... واشتعلتم بالفرح والأمل والدم حين انطفأ الآخرون... وانتم ذاهبون إلى الشهادة فداء للأمة والوطن فيما قادة الأمة ماضون في غيهم... فكان موعدكم مع التاريخ، وكانت الأمة على موعد مع ثورتكم الباسلة، التي ولدت عملاقة، وشمخت بسواعدكم...

تلك حكاية الفتى الذي مضى شهيدا محمود جمعة سليمان حسان(محمود البسيوني)...

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد المجاهد محمود البسيوني في ربوع مدينة بيت حانون التي خرجت الشهيداء والقادة والفرسان , على طريق ذات الشوكة, فكان 29-11-1976م, يوم بشرى زفت فيه النسوة قدوم بطل جديد, يحمل هم الدين والعقيدة والدعوة الى الله , ويجاهد في سبيل الله . نشأ الشهيد محمود المكنى بأبو معاذ, في عائلة متدينة متواضعة, تحب الله ورسوله , وتفدي فلسطين بأبنائها ورجالها الميامين ,حيث ترعرع في كنف مسجد الرحمن , ودرس الابتدائية والاعدادية , انهى الثانوية العامة في مدارس بيت حانون , في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وقد منّ الله عليه بالزواج ورزقه بستة من الأبناء من زوجة فاضلة, مضت معه على طريق الجهاد والمقاومة.

مسيرته الجهادية

كان أبو معاذ من النواة التأسيسية لألوية الناصر صلاح الدين في بيت حانون , وقد اختاره الشهيد القائد المجاهد فايق أبو القمصان , ليقود بيت حانون ,نظرا لحنكته العسكرية واقدامه وشجاعته في المواجهات مع العدو الصهيوني. وخلال فترة قيادته للمدينة , شنّ عشرات الهجمات على مغتصبة سديروت الصهيوني بواسطة اطلاق العشرات من الصواريخ التي يصنعها مجاهدو ألوية الناصر صلاح الدين , ومعبر ايرز –بيت حانون بعشرات الصواريخ .

ويشهد له اخوانه المجاهدون أنه قام ورفيق دربه الشهيد القائد عطا الشنباري بتفجير جيب عسكري صهيوني بالقرب من معبر ايرز , والاشتباك مع قوة خاصة صهيونية اوقعت عدد من القتلى والجرحى خلال العملية التي لم يعلن عنها العدو الصهيوني حينذاك كعادته في اخفاء اعداد القتلى والجرحى في صفوفه.

حتى أصبح الشهيد أبو معاذ نائب لقائد لواء شمال قطاع غزة في الوية الناصر صلاح الدين , ليواصل بذلك عمليات التصنيع المستمرة لصواريخ المقاومة, والعبوات الناسفة والتخطيط لعدد من العمليات الاستشهادية ,في معبر ايرز الصهيوني. حيث كان الشهيد أبو معاذ يعد لعملية استشهادية قبيل استشهاده بأيام لكن قدر الله كان نافذا في ذلك الوقت .

صفاته وأخلاقه

كان الشهد القائد محمود البسيوني , شخصية قوية وشجاعة ورقيقة , وسريع التأثر بمشاعره الفياضة,ولا يخشى في الله لومة لائم.

وكان يتمثل فيه قول راول الله:" اذا أحب الله أحدا حبب فيه من في السموات والأرض". وهكذا كان أبو معاذ محبوبا بين أهله ورفاقه ومجتمعه المحيط به , فكان يعطف على الصغير والكبير, وكثير المرح , يحب دينه حبا جما ووطنه ,ويعشق طريق الجهاد والمقاومة.

وكان كثيرا ما يحثد نفسه بالشهادة , محبا للخير معطاء كثير.فلا يتحدث الا بما يرضى الله , وان تكلم فلا يتكلم الا بالدين, وويفضل الجهاد على حياته واسرته وعمله ,فكان كله لله , رحمه الله. حتى ان ابنائه لم يرونه منذ سنوات طوال بسبب المطاردة الصهيونية له , والاختفاء بعيد عن العيون .

ويقول أحد أصدقائه أن:" كان أحرص منا على الصلاة في المسجد والتقرب الى الله بالطاعات , ويتنافس معنا في الحفاظ على حدود الله , واخلصنا عملا لله تعالى , فكان بيته الصغير ملاذ امنا لكل المجاهدين, يقدم فيه الأكل والشرب ومكانا للنوم والراحة , فلا يبخل بماله ".

يوم الشهادة

كان صباح يوم الخميس حزينا يلفه السواد,حيث خرج أبو معاذ صبيحة الخميس الموافق 23/11/2006 برفقة رفيق دربه قائد لواء شمال قطاع غزة في الوية الناصر صلاح الدين , الشهيد القائد فائق ابو القمصان واحمد ابو القمصان .قد خرجوا في مهمة جهادية , لتوزيع العبوات الناسفة على المجاهدين الذين كانوا يتربصون للعدو الصهيوني, بعد توغله لشمال القطاع أنذاك.

وبعد ان أدوا الأمانة التي عليهم , أغارت الطائرات الحربية الصهيونية على السيارة التي كان تقل المجاهدين الثلاثة, فسقطوا جميعهم شهداء باذن الله .. نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله احدا.